جمالية توظيف التراث في الشعر الجزائري المعاصر

Abstract

يتناول هذا البحث قضية توظيف التراث في الشعر الجزائري المعاصر، وما يضفيه على الأعمال الإبداعية من جمال؛ حيث تم التطرق فيه إلى أهمية جحة لا بد لها أن التراث وعلاقته الوطيدة ﺑﺎلأدب، والذي كان ينبغي أن يكون محفزا لإنجاز حداثة تجمع بين الأصالة والمعاصرة معًا؛ لأن أي حداثة بعة من هوية وأصالة الأمة التي تنتمي إليها، ولكن للأسف الانبهار ﺑﺎلغرب جعل البعض يثور على التراث العربي ويحاول القطيعة معه.تكون ومن الجوانب التي عالجها هذا البحث، التعرض لمفهوم التراث لغة واصطلاحًا، كانت الخلاصة منه أن التراث يحوي الجانب المادي والمعنوي، ويضم في مفهومه كل ما يرثه الإنسان من علم وآداب وأخلاق وسلوكيات وتجارب، وما يقتبسه من تراث الأمم الأخرى. ثم تعرض البحث إلى أسباب رجوع الشاعر المعاصر إلى التراث ليوظفه في أعماله الإبداعية، وأهمها هو التأثر ﺑﺎلأدﺑﺎء الغربيين، وكيف تطورت علاقته مع التراث عبر ثلاث مراحل منذ الشاعر محمود سامي البارودي إلى غاية ظهور الشعر الحر وتطور عملية توظيف الدلالات المتنوعة للرموز والشخصيات التراثية. وبعد ذلك تم التع ريج على تجربة الشعراء الجزائريين المعاصرين في توظيفهم للتراث. وكمحاولة للتدليل على مدى الاستفادة الفنية والجمالية من التراث، تم دراسة ديوان الحشاش والحلازين لشاعر جزائري هو عاشور بوكلوة، من خلال التطرق لعدة جوانب منه، كالعتبات، والهامش والمركز، والأنواع التراثية التي وظفها في ديوانه، وبعض التقنيات الحديثة في توظيف الشخصيات التراثية، ثم ما أضفى كل ذلك على ديوانه من رونق وجمال، عبر استنباط بعض الدلالات والإيحاءات المرتبطة ﺑﺎلرموز والشخصيات التراثية.